هواها القلب وأحبها ♥♥♥
******************
الفصل الثاني عشر
_____________
نعم .. ارعبني القصف هذه المره .. فهو لم يكن قصفا عاديا .. ولكنه كان قصفا للمنطقه المحيطه للمنزل الذي نسكن به .. وقد أصاب القصف منزل السيده أم فارس .. أرتعبت من فكرة حدوث شيئا للسيده أم فارس .. ولكن سرعان ما تذكرت أنها كانت عندنا بالمنزل فارتاح قلبي .. ولكن لم تكتمل الراحه .. فقد وجدت الكل يهرول إلي المنزل ويحاولون إنقاذ السيد خالد من تحت الركام .. يا إلهي .. لقد كان ابن السيده أم فارس في المنزل
أستمر الأهالي و الجيران في رفع أنقاد المنازل لإنقاذ من أصبحوا تحت ركام القصف .. وبعد طول أنتظار .. أخرجوا جثمان السيد خالد .. ولكن شاء الله أن يتخذه شهيدا .. فحمدت السيده أم فارس الله و شكرته علي ان سبقها إلي الجنه
أذن المؤذن لصلاة الفجر قائلا : الله أكبر الله أكبر
نعم .. الله أكبر فوقكم أيها الصهاينه
ساره : نضال .. صلي الفجر و نامي قليلا .. لقد صار لكي يومان لم تنامي
نعم .. لقد صار لي يومان أجلس بجوار النافذه .. لا أستطيع النوم .. فكلما أغمضت عيني ظهرت صور الأطفال و النساء و الشيوخ و الرجال الذين أخرجوا جثامينهم من تحت الأنقاض
نضال : لا أستطيع النوم ياساره .. لا أستطيع
ساره : ومن منا يستطيع ذلك.. أتعجب كثيرا من صبر السيده أم فارس .. وغيرها من الأمهات والزوجات و الابناء .. هيا .. أذهبي و توضأي .. وتعالي صلي هنا .. لان عبدالله و السيد فارس في غرفة الأستقبال
نضال : هل وافقت السيده أم فارس أخيرا علي أن تبيت هنا
نضال : بعد طول إلحاح عليها
ذهبت لأتوضأ .. وكان مكان الوضوء ملاصق لغرفة الأستقبال .. لذا سمعت الحوار الذي دار بين السيد عبدالله و السيد فارس
فارس : قسما بالله لأعجل من خطة أنتقامي منهم .. سأعجل من أجل أخي
عبدالله : فارس .. لا تستعجل الأنتقام .. ولا تتسرع .. نحن أقسمنا أن ننتقم منهم بالفعل .. ولكن يجب علينا ألا نتسرع .. حتي يكون لانتقامنا فائده .. لذا يجب أن نعيد ترتيب خطتنا
فارس : معك حق .. لنعد ترتيب الخطه .. ولنري متي سيمكننا تنفيذها في اقرب وقت
عبدالله : أعقلها و توكل علي الله .. هيا أخي .. لنجدد النوايا .. " اللهم أجعل أعمالنا كل... "
انهيت وضوئي وكنت مستاءه كثيرا .. فأنا لم أكن أقصد أن أستمع لهم .. ولكن سرعان ما أبتسمت .. فهذان الصديقان لديهم عهد أيضا مثلي انا و ساره
مر يومان والحال كما هو .. كل ماكان جديد هو مجرد حادثة أنفجار تم في إحدي الحافلات الصهيونيه والتي أدت لموت عدد منهم و إصابة عدد آخر .. وفي اليوم الثالث .. كنت أقف بجوار النافذه .. ورأيت السيد عبدالله و السيد فارس يتحدثان بجوار باب المنزل
فارس : حسنا .. ولكن أستمع إلي .. عبدالله .. انتبه لأمي .. وضعها في عينك
عبدالله : فارس .. لا تقل هذا .. ستكون بخير .. ولن يستطيعوا الأقتراب منك .. سأفديك بروحي يا أخي
فارس : لا .. لا يا أخي .. بل عليك أن تعدني بعدم التدخل في هذا الأمر مهما حدث .. فأنت الوحيد المتبقي لأمي و أمك من بعد أستشهاد جميع إخواننا .. ولقد صرت مطلوبا من أجل القوات الصهيونيه .. هيا عدني
عبدالله : لا .. لا أستطيع
فارس : هيا عدني .. " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا " فقط عدني الا تتدخل في هذا الأمر إن صار أمامك .. هيا .. ولا تبكي .. فالرجال لا يبكون
عبدالله : بل يبكي الرجل أمام نفسه يافارس .. وأنت نفسي .. أنت أنا ياصديقي .. ولا أستطيع فراقك
فارس : إن كنت تحبني عدني بذلك
عبدالله : أعدك .. أعدك يا صديقي
وبعد هذه الكلمه .. كان الحل الوحيد هو البكاء .. ولكنه ليس أي بكاء .. بل هو بكاء الرجل في حضن صديقه خوفا من الأفتراق
وما إن دخل السيد عبدالله المنزل .. وتحرك السيد فارس قليلا حدث ما لم يكن في الحسبان
رأت عيني ما لم تتحمل .. فنظرت إلي السماء وبكيت .. لماذا يا محبوبتي
لماذا يا من هواها القلب و أحبها ♥♥♥
إرسال تعليق