حبيبك تبلعله الزلط وعدوك تتمناله الغلط

0 comments



نجد أننا في بعض الأحيان نخطئ في تحليل المواقف والأقوال.. 

فمن أسباب هذه الأخطاء هو التعصّب لفئة على حساب غيرها.. 

فإذا قالت هذه الفئة كلمةً، تقبلناها وبصدرٍ رحب.. وأما إذا قيلت نفس الكلمة من الطرف 

الآخر، وجدنا أنفسنا نكرهها منهم وإن كانت صحيحةً أو حقيقيةً..

وهناك مثل شعبي على هذا النحو يقول "حبيبك تبلعله الزلط و عدوك تتمناله الغلط".. 

ويوضح هذا المثل أن التركيز على القائل لا القول أو حتى العامل لا العمل فعلًا آفةٌ من 

آفات المجتمع..

نجد أننا حين يخطئ تيارًا نحن من مؤيديه، فهنا يظهر علينا الانسياق لهم ونبدأ بتبرير 

هذه الأخطاء.. وحين يقع التيار الآخر في ذات الأخطاء، تظهر علينا الشماتة وربما 

نتصيد لهم هذه الأخطاء ونبدأ بالسخرية منهم على الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعية 

كأنها فضيحة عظييمة!!

حدث ذلك منذ أيام المشركين الذين لم يؤمنوا برسل الله وكفروا بهم لأنهم ليسوا على 

هواهم، وإذا بحثت عن أسبابهم، لوجدت منها أنهم كانوا ينساقون إلى أديان آبائهم، وأنهم 

كانوا يركزون على القائل وليس القول.. 

وقال الأسياد لأقوامهم: "وَلَئِنْ أَطَعْتُم بَشَرًا مِّثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُون".. 

ترينا هذه الآية أن سادات القوم كانوا يدعونهم إلى عدم اتباع النبي لأنه بشر مثلهم.. 

لكن إذا فكر القوم للحظة، لوجدوا أنهم إذا اتبعوا ساداتهم، فإنهم أيضًا يتبعون بشرًا 

مثلهم.. 

أين الفرق إذا؟؟ 

الفرق هو فقط برأس التابع الذي يظن أنه إذا اتبع فصيلًا معينًا فهو على الحق، وما دون

 ذلك فهو سحر أو شعر أو قول الكهنة..










إرسال تعليق