لماذا يتحاور اثنان فى مجلس فينتهى حوارهما بخصومه . . بينما يتحاور آخران وينتهى الحوار بأنس ورضا . . انها مهارات الحوار . .
لماذا يخطب اثنان الخطبه نفسها بألفاظها نفسها . . فترى الحاضرين عند الاول ما بين متثأئب ونائم . . او عابث بسجاد المسجد . . لا تكاد ترمش لهم عين او يغفل لهم قلب . . انها مهارات الالقاء . .
لماذا اذا تحدث فلان فى المجلس انصت له السامعون . . ورموا اليه ابصارهم . . بينما اذا تحدث آخر انشغل الجالسون بالاحاديث الجانبيه . . او قراءة الرسائل من هواتفهم المحموله . . انها مهارات الكلام . .
اماذا اذا مشى مدرس فى ممرات مدرسته رأيت الطلاب حوله . . هذا يصافحه . . وذاك يستشيره . . وثالث يعرض عليه مشكله . . ولو جلس فى مكتبه وسمح للطلاب بالدخول لامتلأت غرفته فى لحظات
الكل يحب مجالسته ...
بينما مدرس اخر . . او مدرسون . . يمشى احدهما فى مدرسته وحده . . ويخرج من مسجد المدرسه وحده . . فلا طالب يقترب مبتهجا مصافحا . . او شاكيا مسشيرا . . ولو فتح مكتبه من طلوع الشمس الى غروبها . . وآناء الليل واطراف النهار . . لما اقترب منه احد او رغب فى مجالسته . .
لماذا ؟!!!
انها مهارات التعامل مع الناس . .
لماذا اذا دخل شخص الى مجلس عام وهش الناس فى وجهه وبشوا . . وفرحوا بلقائه . . وود كل واحد لو يجلس بجانبه . . بينما يدخل آخر . . فيصافحونه مصافحه بارده _عاده او مجامله _ ثم يتلفت يبحث عن مكان يجلس فيه فلا يكاد احد يوسع له او يدعوه للجلوس الى جانبه ... لماذا ؟!!
انها مهارات جذب القلوب والتأثير فى الناس . .
لماذا يدخل اب الى بيته فبهش اولاده له . . ويقبلون اليه فرحين . . بينما يدخل الثانى على اولاده . . فلا يلتفتون اليه . . انها مهارات التعامل مع الابناء . .
قل مثل ذلك فى المسجد . . وفى الاعراس . . وغيرها
يختلف الناس بقدراتهم ومهارتهم فى التعامل مع الاخرين . . وبالتالى يختلف الاخرون فى طريقة الاحتفاء بهم وفى معاملتهم . . والتأثير فى الناس وكسب محبتهم اسهل مما تتصور ..!
لا ابالغ فى ذلك فقد جربته مرارا فوجدت ان قلوب اكثر الناس يمكن صيدها بطرق ومهارات سهله . . بشرط ان نصدق فيها ونتدرب عليها فنتقنها . .
والناس يتأثرون بطريقة تعاملنا . . وان لم نشعر . .
أتولى من ثلاث عشرة سنه الامامه والخطابه فى جامع الكليه العسكريه . .
كان طريقى الى المسجد يمر ببوابه يقف عندها حارس امن يتولى فتحها واغلاقها .
كنت احرص اذا مررت به ان امارس معه مهارة الابتسامه . . فأشير بيدى مسلما مبتسما ابتسامه واضحه . . وبعد الصلاه اركب سيارتى راجعا للبيت . . .
وفى الغلب يكون هاتفى المحمول مليئا باتصلات ورسائل مكتوبه وردت اثناء الصلاه . . فأكون مشغولا بقراءة الرسايل فيفتح الحارس البوابه فأمر به وعينى على هاتفى واغفل عن التبسم . .
حتى تفاجأت به يوما يوقفنى وانا خارج ويقول : يا شيخ . . ! انت زعلان منى ؟!
قلت : لماذا ؟!
قال : لأنك وانت تبتسم وتسلم وانت فرحان . . اما وانت خارج فتكون غير مبتسم ولا فرحان !! وكان رجلا بسيطا . . فبدأ المسكين يقسم لى انه يحبنى ويفرح برؤيتى . . فأعتذرت منه وبينت له سبب انشغالى . .
ثم تنبهت الى ان هذ المهارات مع تعودنا عليها تصبح من طبعنا . . يلاحظها الناس اذا غفلنا عنها . .
((فالبطل يتجاوز القدره على تطوير مهاراته . .
الى القدره على تطوير مهارات الناس . . وربما تغييرها ))
كتاب ( استمتع بحياتك للدكتور محمد العريفى )
إرسال تعليق