اقتلها |
دائما ما كنت أعانى حينما أجد أبا أو أما يضربون أولادهم فى الشارع أمام الناس ، ويقومون بإهانتهمم وسبهم ،،،
ظنا منهم أنهم هكذا يربوهم ، ولا يدرون أنهم يقضون على معنى كلمة "إنسان" داخل أولادهم ،،،
فتجلس أحيانا مع أب يضرب بناته كل يوم ، وتقول له : "يا أستاذ فلان مينفعش كده"!!!
فيرد رد الواثق بنفسه وبكلامه ، الحريص على تربية بناته : "يا أستاذ انت مش فاهم !!!" المثل بيقول ايه :"اكسر للبنت ضلع يطلعلها 24" !!!
وهو لا يدرى أصلا ان البنات -تربويا- لا تضرب ،،،
هو تربى على يد أبيه الذى تربى على يد أبيه بطريقة معينة فهو يريد أن يربى أولاده بنفس الطريقة ، ونفس اﻷسلوب ونفس لغة الحوار ، ونفس طريقة العقاب -وطبعا مفيش طريقة للثواب ^_^- فأصبحت التربية بالتلقين عبر كل العصور ،،،
خرجت أجيالا كثيرة تفهم أن التربية بالنسبة للأب "فلوس" ،"زعيق" ،"ضرب" ،،، وبالنسبة للأم "طبيخ" ، "كنس" ، "مسح" ،،،
لكن مهلا ... هل هذه وظائفهم فعلا ؟!!!
هل وظيفة اﻷب أنه "صراف" فى بنك ؟! و "بلطجى" بعد الظهر يهابه أهل بيته ؟!
وهل وظيفة اﻷم أنها مجرد "خادمة" تعمل باﻷجرة ؟!
إذن أين اﻷب "المربى" واﻷم "المربية" ؟؟؟
اﻷب حينما يضرب إبنه على وجهه فى الشارع ، هو فعلا يربيه ، لكنه يربيه على الجبن والخوف من أى شئ ومن كل شئ ، ويستغرب بعد ذلك أن شخصية إبنه ضعيفة !!!
واﻷم التى دائما تهتم بإظهار عيوب بناتها أمام الناس ، هى فعلا تربيهم ، لكنها تربيهم لكن دون أن تدرى على إلصاق القبيح بهم دائما ، وتستغرب بعد ذلك أن إبنتها كل أفعالها خاطئة !!!
تجد طوال اليوم الأب واﻷم يشتمون أولادهم حتى وبدعوى المداعبة ، ويتعجبون بعد ذلك من أن أولادهم "لسانهم طويل" !!!
بالفعل نحتاج إلى التعلم ،،، بالفعل نحتاج إلى التربية ،،،
فما نراه اﻵن فىمجتمعاتنا ما هو إلا نتاج وحصاد مر ، ﻷسر لم تتعلم كيف تربى أولادها ، ومعلمين هم أصلا يحتاجون إلى تأهيل ليكونوا معلمين ،،،
كثيرا ما حلمت أن يأتى يوم يطبق فى بلادنا قانونا ينص على : "لا يجوز الزواج لمن لا يحصل على منحة الدولة فى دراسة "كيفية بناء اﻷسرة" و "كيفية تربية اﻷبناء" وتعتبر هذه الدورة شرطا لازما ﻹتمام الزواج ويجرم من تهرب منها ، ويحصل المتخرج من هذه المنحة على شهادة تخرج وإجادة ، أنه يستحق الزواج"
وإلى ذلك الحين ،،، أتمنى على كل الشباب والفتايات قبل أن يمضوا فى طريق الزواج ، أن يأخذوا مثل هذه الدورات التى تقدم لتعليم التربية ،،،
لكى لا يحدث مثلما حدث فى هذه القصة مرة أخرى ،،،
أب يقوم بغسل سيارته ، وطفله يلعب بجواره ، فأمسك بمسمار ليكتب بها على السيارة فتجرحت ، فقام اﻷب منزعجا وهو يمسك بيده حديده فضرب إبنه على أطراف أصابعه ،،،
وبدات أصابع الطفل يكسوها اللون اﻷزرق ، فذهب للطبيب فأخبرهم أنه لا حل سوى بتر أصابع اليد !!!
أما الطفل فسأل أباه بكل براءة : "لمأ هكبر يابابا صوابعى هتطلع تانى ؟!!!"
فعاش اﻷب يندم ويتألم لما فعل بإبنه دون قصده ،،،
والعجيب والذى أدمى قلب اﻷب ، لما ذهب إلى السيارة ، وجد إبنه كان يكتب "أحبك يا أبى" ورسم قلبا ،،،
أحيانا كتير أباء بيقضوا على أولادهم بدعوى إنه عصبى ، وإحيانا يقتل اﻹبداع جواه أما بيسفه من ألعابه وأحلامه التى هى فى اﻷصل على قدر أحلامه ، وأحيانا يفقد ثقة إبنه فى نفسه بدعوى أنه يخاف عليه ،،،
نعم يخطئ اﻷبناء كما نخطئ ، لكن يجب أن نفهم ونتعلم دواعى ودوافع هذا الخطا وكيف نصححه ،،،
فربما كان تصحيح الخطأ كبر من الخطأ نفسه ،،،
أخيرا : إن كنتم تريدون إحياء اﻷمة فعلا وصدقا ، فلن تحيا أمة لم تتعلم كيف تكون التربية ، وتعتمد على أمثلة مثل "إكسر للبنت ضلع ...... "
لن تحيا أمة ،،، تخرج أجيالا عبر أسلوب تربية ينفذه الناس بدعوى "هذا ما وجدنا عليه أباءنا" ،،،
بل تحيا امة ،،، تعلم فيها الشباب والفتايات قبل أن يتزوجوا أنه ليس الغرض من الزواج مجرد الزواج وفقط ، بل بناء أسرة تكون أساسا يصلح لبناء أمة ،،،
بأيدينا نستطيع أن نخرج أجيالا حرة ، عزيزة ، متفتحة ، طموحة ، شجاعة .....إلخ
وبأيدينا أيضا نستطيع أن نخرج أجيالا خائفة ، كسولة ، لا تملك رؤية ، شهوانية ، غير مبدعة ... إلخ
تعلموا كيف تكون التربية ،،،
إرسال تعليق