النصاحة

0 comments
  • طبعا انا جيت على الجرح. ليه بقى ، لان وبكل بساطة كل الناس فاكره نفسها ناصحة او على الاقل عايزة تعمل ناصحة او بيحاولوا يبقوا ناصحيين ليه مش عارف.
    وياريت النصاحة دي بتبقى على الناس اللي عايزين يضحكوا علينا فعلا لا تلاقي الواحد يستنصح على الغلبان اللي نيته سليمة اهو بيحاول يقنع نفسه ان اذكى من اللي حوليه.

    لكن المشكلة الحقيقية ان الواحد فاهم النصاحة غلط فتلاقي النصاب فاكرها نصاحة والكداب فاكرها نصاحة حتى الحرامي فاكرها نصاحة طب بزمتك دا كلام.

    هل فعلا اني ابقى ناصح هوا اني اضحك على اللي حوليا ، ولا امشي اللي في دماغي ومش مهم بقى الطريقة ايه. 

    في ناس فاكراها كدا وللاسف مش قليلين اللي معتقدين دا وبيطبقوا الكلام دا وفاكرين نفسهم ناس مخلصة ومقطعة السمكة وديلها.

    يعني مثلا تبقى راكب القطار وييجي الكمسري ويقولك "تذكرتك يا فندي" تقوم مطلع التذكرة او تديلوا تمنها ويقطعهالك في ساعتها او بقى لو انت من مرتادي القطار بطلع الاشتراك ، هنا بقى تلاقي ردود افعال غريبة ومالهاش معنى. يعني مثلا تلاقي واحد يقول معايا اشتراك ويقعد ولما يلاقي الكمسري رخم وقاله وريهولي يعمل انه ضاع منه ويديله فلوس او توصل "النصاحة" انه يطلعله كارنيه اشتراك النادي مثلا لانه شبه الاشتراك ويقوله اهو على اساس ان الكمسري اعمى هههههه او تلاقي واحد قاطع تذكرة لاقرب محطة من ركوبه ولما الكمسري يعدي بعدها يقوم مديهاله تاني بنفس النصاحة اياها "مش عارف ليه الناس كلها فاكره ان من شروط قبول وظيفة الكمسري انه يبقى اعمى" لكن للاسف دا اعتقاد خاطئ لكن اللي ينرفز هوا رد فعل الكمسري اللي بيرجع الاشتراك المضروب او التذكرة المضروبة ويقول بكل هدوء على سعر التذكرة وبكل هدوء برده الاخ الناصح يطلع الفلوس من جيبه ويديهاله وينتهي الموقف. 

    اللي كان بيلفت نظري هوا رد فعل الناس لما يلاقوا واحد ضحك على الكمسري على حد قولهم تلاقيهم بيشجعوا الناصح دا وكأنه بطل شعبي وتلاقي واحد يقوله شاطر والتاني يقوله احسن وكأن المفروض انه ميدفعش او حتى العادي ومش واخدين بالهم ان دي سرقة وسرقة مال عام كمان.

    سامع واحد بيقول ياعم هوا انت داوشنا كل دا عشان الناس اللي بتزوغ في القطار لا ابدا احب اقولك راجع نفسك وشوف كدا كام مرة حاولت تستنصح ولو بالسرقة او الكذب - سامحني - هتلاقي كتير يعني لو واحد راح محل واشترى شويه حاجات وصاحب المحل نسي يحاسبه على حاجه منهم يطنش ويروح يحكي لزملائه ويقولهم اد ايه هوا ناصح وانه مدفعش الحساب كله وتلاقي كالعادة - اللي بيجنني - صحابه فرحانين اوي وبيحسدوه على نصاحته وبيتمنوا ربنا يوقعهم مع واحد مش مركز زي صاحب المحل المسكين ، ولا تبقى واقف في طابور مصلحة ولا طابور بنك وواحد يسألك على الطابور بتاعك تقوله اي حاجه عشان يمشي ولو حد سألك تقوله ياعم مش عايزين زحمه ياعم دا هيقف وراك مش قدامك لكن تقول ايه بقى في النصاحة.

    ولا طابور العيش طبعا حدث ولا حرج لو واحد واقف الاخير وحد سألك انت اخر واحد تلاقيه يقوله لأ في اربعه ورايا وهو اصلا بيرخم عشان لو واحد صاحبه جه ولا حاجه يعمل معاه جميله وكله على قفاك انت "لامؤخزة" طب وانا مال ..... لكن انت مش بتعرف دا غير لما تشتري او متلحقش وتلاقي واحد من اللي قدامك بيقولك انه مكنش في حد وان صاحبنا ضحك عليك  لكن هتعمل ايه منتا مش ناصح ولو كنت ناصح كنت جبت زي صاحبنا اللي بيدخل الطابور من اوله مش من اخره زي باقي البشر ويقعد يتحايل على اللي قدام الشباك عشان يمسكلهم الشنطة او يطلعلهم العيش وهووب يدخل مكانهم ولو راجل طلعه بقى ليه ! عشان هوا ناصح شوفت بقى النصاحة بتنفع ازاي وطبعا كلنا بنشوف الموقف دا خاصة لو كان الطابور مليان اطفال وقليل اللي بيتكلموا مننا وبنقول ياعم مش مهم مش هتيجي على واحد.

    ايه لسا مش مقتنع اننا بنستنصح طيب اخر مثال ودا بقى مش هتقدر تكدبني فيه ، تقدر تقولي كام مرة سألت واحد على عنوان ووصفلك غلط ، وكام مرة تلاقي الراجل بيعتصر ذهنه ويحسسك انه حافظ المنطقة ويديك خريطة وصفة تفصيلية للمكان وتطلع خريطة فشنك ووصفة مختلقة. 

    ها فاكر او بمعنى اصح عديت كام مرة ، في المقابل بقى كام مرة حد قالك معرفش او انا مش هنا ، هتلاقيهم يتعدوا على اصابع اليد الواحدة او على بعضهم بس ، دا عشان الناس مش بتعرف تقول معرفش وفاكرها نصاحة انك تدي اي وصفة المهم انك تجاوب على السؤال - تقولش من سيربح المليون ياخويا بلا وكسه – اعتقد كدا انا عداني العيب وجبتلك من الاخر لكن مش معنى انك عرفت الحاجات اللي الناس بستنصح بيها ان محدش هيستنصح عليك ، احب اطمنك واقولك لو مكنتش ناصح هتبقى فريسة لنصح واحد تاني :D - على رأي علماء التخطيط - لكن اوعى تفتكر ان دي نصيحة مني عشان تستنصح لا اطلاقا انا قررت اني مبقاش ناصح حتى لو وقعت فريسة لنصاحة الاخرين مش مهم محدش بيموت من الجوع قصدي محدش بيموت ناقص عمر.


    بقــــلم
    إسلام منير

    تابعنا ليصلك كل جديد


إرسال تعليق