رواية هواها القلب واحبها 15

0 comments



هواها القلب و أحبها ♥♥♥

***************

الفصل الخامس عشر
__________

الآلف يتحركون في صمت .. يحترمون حرمة الموتي علي الأكتاف

منذ قدومنا لزياة المحبوبه أعتادنا علي رؤية الجنازات .. ولكن هذه الجنازة مختلفه .. فهي
تحمل جثمان رفيقة الدرب .. صاحبة العهد ..

كان المنزل يعمه الحزن فقد فقدنا اليوم حبيبتان .. خالتي أم فارس .. وصديقتي نضال

هل علمتم الآن لماذا حدثتكم أنا بالأمس بدلا منها .. لأنها حققت ماكانت تمناه .. لأنها
نفذت عهدها معي

رجعت بالذاكره للخلف قليلا .. بعدما أخبرتها بأننا سنسافر إلي غزة و حصلت علي موافقة
أهلها

نضال : ساره .. تري هل سنستطيع تحقيق العهد

ساره : نعم نستطيع .. ولما لا ؟؟؟

نضال : أخاف ألا يتقبلنا الله

ساره : معك حق .. ولكن هل سنبقي خائفين بدون عمل ؟؟؟

نضال : لا .. سنعمل بإذن الله


أفقت من ذكرياتي علي صوت رنين الهاتف .. يا إلهي .. من سيتصل الآن .. الساعه
الثانية فجرا

ولكن سرعان ما أنتبهت أنه صوت هاتف نضال الذي وجدناها قد نسته يوم القصف في غرفتنا

ذهبت إليه مسرعه لأري من المتصل الآن .. وعندما رأيت الشاشه أتسعت أبتسامتي ..
وسالت دموعي .. فقد كان يرن الهاتف لقيام الليل .. يوميا أسمع هذا الرنيين ولا أنتبه له
.. لأنها كانت توقظني قبل الفجر بقليل لكي أصلي ركعتان مع الشفع و الوتر فقط .. وهي
كانت تقيم الليل كله

عليكي رحمة الله صديقتي .. كيف لي ألا أبكي علي فراقك .. كيف لي أن أعيش بدونك
الآن .. لن يصبرني سوي عهدنا

وتذكرت حديثي مع والدتها بالأمس لأخبرها بخبر أستشهادها .. ومدي صبرها .. وتذكرت
كلمتها التي ظلت ترن في أذني طوال اليوم

أم نضال : كنت أعلم .. كنت أعلم أنني أودعها إلي الأبد .. كنت أعلم أنني تركتها
تذهب إلي الشهاده .. سبقتنا إلي الجنه .. سبقتنا إلي الجنه


سالت الدموع تلو الدموع .. ونظرت لكل جزء من الغرفه وتذكرتها .. وجائت عيني أتجاه
النافذه .. فتذكرت عشقا للوقوف أمامها .. فأزحت الستار قليلا لأقف مثلها و وجدت ورقه
بخط يدها مكتوب عليها من الخارج إلي ساره

أبتسمت .. فهي لاتنسي شيئا أبدا .. لاتنسي أن تخبرني بكل جديد يخص العهد كما وعدتني

وعلي ذكر عدم نسياناها .. هل تعلمون بماذا همست في أذني بالأمس ؟؟؟

لقد قالت لي

نضال : هل تعلمين ياساره أنني وجدتني في البستان أرتدي فستان الزفاف

ساره : إذا سيتقدم لكي زوجا مجاهدا كما تمنيتي

نضال : سيتقدم لكي أنتي هذا الزوج ياعزيزتي .. أما أنا فلا


الآن فهمت مقصدها من " أما أنا فلا " .. نعم .. فهي كانت تزف عروسا إلي
الجنه


ذهبت إلي قبرها في اليوم التالي .. ودعوت لها كثيرا .. دعوات تختلط بالدموع .. وعبير
المسك يفوح من قبرها .. وتركت ورقه علي تراب قبرها .. و أنصرفت

هل تعلمون ماذا يوجد في الورقه .. إنه عهدنا .. الذي سمعتم به كثيرا طوال روايتنا ..
وحان الوقت لتعلموا ما هو العهد

" نعاهد الله ..أن تكون صديقتي هي رفيقة الدرب طوال الحياه وان نعمل معا لكي نكون
رفقاء في الجنه ..و أن نكون علي قدر مسؤلية الشهاده .. وألا نعيش إلا لها .. وألا
نعمل إلا لها .. و الا نموت إلا عليها .. والله علي ما نقول شهيد "

ومع أنصرافي تنتهي روايتنا .. فبلا نضال لا روايه .. بلا نضال لا محبوبه .. بلا
نضال ينتهي الدرب فهي رفيقتي فيه

ونضال هي أسم علي مسمي

فبلا النضال لا قضيه .. وبلا النضال لا حياه


تنتهي روايتنا .. ولكن قبل أن تنتهي لكم من نضال رساله .. نعم أقصد الرساله التي
وجدتها بجوار النافذه .. و سأخبركم بها غدا

ودعوني أطلق اليوم علي نضال لقب المحبوبه .. ومن هواها القلب وأحبها

فعليكي رحمة الله يامن هواكي القلب وأحبها ♥♥♥

أختكم

Farsat Alaksa




إرسال تعليق